كانت قالمة مهدا لحضارات عديدة تعاقبت على المنطقة، منذ العصور القديمة، فقد استقرّ الإنسان بها منذ فجر التاريخ، كما تشهد على ذلك الكثير من الآثار المختلفة والنقـوش والنصب الجنائزية المكتشفة. حيث كانت مركزا تجاريا هامّا للفينيقيين، ومن أهمّ المدن في قلب نوميديا الشرقية، ثمّ صارت مدينة رومانية وبيزنطية مزدهـرة. كانت تسمّى في العهد الفينيقي مالاكا «Malaca»، ثمّ صار اسمها كالاما«Calama» في عهد الرومان، وقدّ تحوّر اسمها مع مرور الزمن إلى قالمة.
تميّزت ولاية قالمة بدورها الكبير في الثورة التحريرية المجيدة، خصوصا في توصيل الأسلحة من القاعدة الشرقية، وعبور عناصر جيش التحرير الوطني، حيث كانت مسرحا لمعارك بطولية خالدة. وقد عرفت قبل ذلك مجازر بشعة اقترفها المستعمر في حق سكان ولاية قالمة، خلال انتفاضة 8 ماي 1945، حيث أحصت قالمة وحدها أكثر من 18 ألف شهيد. كما أنجبت قالمة رجالا أفذاذا مثل سويداني بوجمعة عضو مجموعة 22 التاريخية ورجل الدولة الرئيس هواري بومدين.