يعدّ المسرح الروماني تحفة معمارية نادرة، يرجع تاريخ بنائه إلى نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الميلادي في عهد الأمبراطور “سبتيم سيفر” (Septime Sévère) وقد تولّت الإنفاق على بنائه سيدة نبيلة كانت راهبة نذور اسمها “أنية اليارستيتوتا” وقدّرت تكاليفه بثلاثين ألف قطعة ذهبية.
كان المسرح الروماني في الأصل حفرة طبيعية على شكل نصف دائرة، سوّيت جوانبها وغطّيت بالمرمر والحجارة المنحوتة، لجعلها مدرّجات ومقاعد، فتشكّل ما يعرف باسم المدرّج. يحيط بالمدرج جدار سميك ومرتفع به أبواب وكوّات كانت بها تماثيل حسب بعض المؤرخين ويتسّع لحوالي 4500 متفرج.
ينقسم المبني إلى 03 أقسام هي:
المـــــــــدرج: وهو محفور في منحدر طبيعي، وقد استخدام في بنائه الحجر المنحوت الرباعي الشكل وتعلو هذا القسم 03 كوات كبيرة كانت تحتوي في القديم على تماثيل للآلهة ولشخصيات مرموقة.
الاوركسترا: شكلها نصف دائري، كانت أرضيتها مبلطة بالمرمر الوردي وكان القسم النصف دائري منها مخصص لجلوس النبلاء والحكام.
الخشبــــــة: شكلها مستطيل، كانت تلقى عليها العروض، أما الواجهة الأمامية للمسرح فهي ليست أصلية إنما أعيد بناؤها عام 1904 من طرف السيدJoly الذي اعتمد في ذلك على بعض البقايا الأرشتكتونية Les éléments architectoniques ومواد البناء التي كانت متناثرة هناك. وقد عرف هذا المبني المصنف عام 1900 عدة عمليات ترميم في القرن السادس بعد الميلاد وفي العهد الفرنسي وكذلك خلال سنة 2000.