معركة مرمورة، لها أهمية رمزية كبيرة، فهي ملحمة بطولية، شكّلت نكسة كبيرة للمستعمر الغاشم وكسرت كبرياء جيش الزعانفة الآثمين. فقد كان لها أثر كبير في تحطيم معنويات جنوده، فقد قتل فيها أحد عمالقة ضبّاط فرنسا العقيد “جون بيار” المشهور بانتصاراته في أكبر المعارك في قارتي آسيا وإفريقيا، حيث تم تعيينه في الجزائر مباشرة بعد هزيمة الجيش الفرنسي في ديان بيا فو شهر أبريل 1954 خصّيصا للقضاء على الثورة الجزائرية. حيث تكبَّد العدوّ في هذه المعركة خسائر كبيرة، رغم عدم التكافؤ في العدد والعتاد.
وقعت المعركة بمرمورة بجبال طاية ببلدية ببلدية بوحمدان، يومي 28 و 29 مايو 1958. حشد العدوّ قوّات ضخمة من مختلف الجهات، لتطويق المنطقة، مقابل 100 مجاهد بأسلحة خفيفة. بدأت المعركة بالتمشيط والقصف بالطائرات وبالمدفعية الميدانية، ثمّ المشاة الذين حاولوا اقتحام الجبل، فاصطدموا ببسالة المجاهدين، ممّا اضطرّ العقيد للإشراف بنفسه على المعركة، على متن مروحيته، موجّها جنوده المتقهقرين وإرغامهم على التقدّم، فأُسقطت مروحيته وقتل، فدبّ الذعر والهلع في صفوف الجنود الفرنسيين، الذين تكبّدوا خسائر فادحة لم تكن في الحسبان. قدّرت خسائر العدوّ بأكثر من 250 قتيل وإسقاط ثلاث طائرات ومروحية العقيد جون بيار. وقد نال شرف الشهادة في هذه المعركة الخالدة، خمسون مجاهداً من خيرة الثُوَّار ومن بينهم القائدان البارزان الطاهر دحمون وخليفة ختلة.