يقع حمام دباغ شرق الجزائر، على بعد 22 كم غرب مدينة قالمة، على ضفاف وادي بو حمدان، وسط مناظر طبيعية خلابة وبساتين الزيتون الرائعة. وقد أطلق عليه سابقاً “حمام المسك والطيب”، وتحوّل أثناء الاحتلال الفرنسي، فأصبح “حمام المسخوطين”، وارتبط هذا الاسم بأسطورة من نسج الخيال، تنفيها الحقيقة العلمية. الأسطورة التي غُرست في أذهان الناس مفادها أنه أثناء مراسم حفل زفاف (زواج المحارم) غضب الله عليهم، فسخطهم وحوّلهم إلى مسخ من الحجارة المخروطية الشكل، متناثرة على هضبة اسمها محليا منطقة (العرايس) المجاورة للشلال. وقد تمّ تغيير اسم المنطقة رسمياً إلى “حمام دباغ” نسبة إلى جبل دباغ التاريخي.
يتميّز الموقع باستقطاب أعداد متزايدة من السياح، من مختلف ولايات الوطن، وحتى من الخارج، نظرا لأهمية نوعية المياه الحموية التي لها سمعة طيبة في علاج الكثير من الأمراض، إضافة الى سحر هذه المنطقة الاستثنائية التي تزخر بالكثير من المعالم الطبيعية الرائعة والمناظر البانورامية الخلاّبة، وأهمها الشلال الصخري الفريد الذي يعتبر أيقونة السياحة الطبيعية في قالمة، بالإضافة إلى منطقة العرايس التي تعتبر متحفًا طبيعيًا للصخور المخروطية (الصواعـد)، ثم شعبة شدّاخة وجسر الشاوش، إلى وادي بوحمدان وسد بوحمدان، ثم بحيرة بير بن عصمان الجوفية، هذا بالإضافة إلى توفّره على أهم المنابع الحموية بالولاية، حيث يوجد في منطقة حمام دباغ وحدها أكثر من 10 منابع حموية، تتدفق من باطن الأرض، نصفها يقع فوق هضبة الشلال. تبلغ درجة حرارة المياه 97 درجة مئوية. وهي ثاني أسخن المياه في العالم بعد جيسير في آيسلندا.
تتدفق المنابع الحموية على طول الجانب الشرقي لشعبة شدّاخة، حيث تمتد على مسافة 6 كيلومترات، من أعالي منطقة السخونة في بلدية هواري بومدين حتى التقاء الشعبة بوادي بوحمدان. يبلغ مستوى تدفّق مياه المنابع الحموية في حمام دباغ (500 لتر/ ثانية)، وتتميز بخواصّها الكيميائية والفيزيائية وغناها بنسبة عالية من الكربونات، ولها العديد من الخصائص العلاجية: أمراض الروماتيزم ، أمراض الأعصاب وتصلب الشرايين، الأمراض الصدرية والتنفسية، أمراض النساء، الجهاز البولي وكذلك أمراض الجلد والحساسية.
تم استغلال المنابع الحموية في منطقة حمام دباغ منذ العصور القديمة، حيث أنشأ الرومان مركزًا حمويًا في الموقع، أطلقوا عليه اسم Aquæ Thibilitanæ، وخلال فترة الاستعمار الفرنسي، تم إنشاء منتجع حموي، أطلقوا عليه اسم “المحطة الحموية حمام المسخوطين” مازالت قائمة حتى الآن، تتكوّن من: فندق وبنغالوهات مع حديقة عمومية في الوسط، ومستشفى عسكري وحمامات تقليدية. بعد الاستقلال، اهتمت الدولة الجزائرية بالسياحة المحمومة، حيث تمّ إنجاز مركّب حمام الشلالة، مخصص للسياحة العلاجية والاستجمام، والذي يستقطب اعدادًا كبيرة من السياح على مدار السنة، خاصة في فصلي الشتاء والربيع.
مركّب حمّام الشلالة التابع لمجمّع فندقة سياحة وحمامات معدنية، مصنّف في رتبة نجمتين (2)، سعته 530 سريرًا، ويقدم خدمات على أعلى مستوى، بما في ذلك العلاج بالمياه الحموية، وغرف التدليك، وإعادة التأهيل الرياضي واللياقة البدنية، وحمامات السباحة، والسونا، وغرف الاستحمام (131 غرفة) ، فندق ( 170 سريرا)، وبنغالوهات (112 بنغالو) ومطعم (120 شخص). كما تجري حاليًا عملية تحديث من أجل العصرنة وتحسين الخدمات. ومن المقرّر القيام بعملية توسيع للمركذب، والتي تتحقق من خلال إنشاء مجمع سياحي رياضي يتكون من: فندق 4 نجوم بسعة 320 سريرًا ومسبح وملاعب رياضية.
كما توجد في المنطقة مركّبات سياحية وفنادق خاصّة، بعضها قيد الاستغلال، وأخرى في طور الإنجاز، منها: المركّب الحموي جيهان، فندق بن ناجي، مشروع إقامة سياحية ومركز حموي، و مشروع فندق 3 نجوم ومركز حموي.
كما توجد في المنطقة حمامات تستغلّ بطريقة تقليدية، هي: حمام المسك والطين (28 غرفة) ، حمام بن ناجي (30 غرفة) ، وحمام خرشيش (14 غرفة).